اموره بس صغيوره عضو مميز
عدد المساهمات : 1890 نقاط : 2241 تاريخ التسجيل : 19/06/2011 العمر : 26
| موضوع: حب لم يكتمل الجمعة أغسطس 12, 2011 6:40 pm | |
| مر كل شي أمام ناظريها كالحلم..عبثاً تحاول أمساكه عله يمت لواقعها بصله ..فلا تجد له نهاية ولا بداية لكأنها تدور في حلقة مفرغه ...كل شي يبدو أمامها سرآب ..تركض خلفه بلا جدوى .. تتحسس فستانها الأبيض... الأبيض!...أو لعله كان أبيضاً في أحلامها الورديه ..أما الآن ..فقد أحالته دموعها الى السواد..فأصبح فستان زفافها أسوداً...لعلها تكون أول عروس تلبس السواد..!من يدري..؟.! حتى كلمة عروس لم تعد تليق بها فهي وأن كانت عروس فسوف تزف الى مثواها الأخير ..بجانب فارسها!! ما أشد غرابة أيامها..بالأمس كانت الطفلة ذات الظفائر الذهبية والنظرة البريئة الآسرة الابتسامة الخجله.. واليوم هي الفتاة التي نضجت قبل أوانها..الفتاة التي أنضجتها همومها ومآسيها..!! مر شريط الذكريات بها سريعاً..تذكرت لحظة تخرجها من الثانوية بتقدير لا بأس به... تمنت أن تكون طبيبة أو دكتورة في أرقى الجامعات..تمنت ان تنجز في حياتها شيئاً يشعرها بأهميتها كفتاة..تمنت أن تكون أكثر من فتاة جامعية..أكثر وأشهر..يآآآآه .ما اعذب الامنيات..تمنت الكثير ولكن.. جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن..! فقد بدأت الألسن من حولها تتكلم...والشفاة تهمس..الأعين تلمح ..ثم تكشّفت الحقائق أمام ناظريها جلية..! فقد تقدم لخطبتها شاباً مرموق..ووافق أهلها على الخطبه وتم تحديد موعدها..! كان الأمر في بدايته بالنسبة لها تحداً..! نعم...فهي لاتريد الزواج قبل تحقيق أحلامها.. نصحها من حولها بالموافقة والرضوخ للواقع ..ولكن هيهات..فهي بطبيعتها متصلبة الآراء.. قررت خوض معركة مع الجميع للحيلولة دون حدوث ذلك الأمر..! تحدثت والدتها معها بهذا الشأن ..وعبثاً حاولت أن تغير من أرآها..لكنها عنيدة كعادتها.. قالت لها والدتها بأقتضاب ...أن الموافقه قد تمت من قبلهم فلا داعي الى كل ماتفعلينه..! كانت كلمات والدتها تلك أشبة بالسهام.. أذن فقد مضى وقت الأعتراض..ولكن لماذا..لماذا..! حتى والدها الذي كان يحبها بجنون وعبادة..وقف ضدها..ووافق على الشاب...يالله ماهذا القدر..! لقد تقدم لها الكثير قبل هذا الشاب...لماذا الأصرار عليه.بالذات دون البقيه..ما السر وراء ذلك.!؟! حاولت أن تقنع نفسها بقدرها وتمضي به..فهي أمراة كما يقولون لاتملك الا أن تُطيع..فقط.!.! تمت الخطبة وهي غير مقتنعه ..كان عليها أن تمثل دور العروس...! تبتسم في وجوههم...تبدو سعيدة حتى ولو كانت عكس ذلك..تنظر الى خطيبها بنظرة حب..! حتى ولو كانت لاتشعر بأي مشاعرتجاهه..! يوم خطوبتها ..أكتشفت أنها أعظم ممثلة..لقد أعتقد الجميع أنها أسعد مخلوق في الوجود.. ولكن أحداً منهم لم يعلم ما يضطرم بين ضلوعها ..! من ألم وحسرة على أمانيها المفقوده.!.؟؟ كان تحديها الاكبر بعد خطوبتها ...فمخطوبها يمطرها بكلمات الحب والغزل العفوية..! وهي تنظر اليه كالبلهاء..لم تستطع أن تمثل في أحاسيسها ومشاعرها هذة المره..! فهي تشعر انه أنسان غريب عنها ..لايمت لها بصلة..! ومع ذلك ترى الحب في نظراته ..وتحس بالعطف في كلماته الرقيقه..تشعر بصدق أحاسيسه ومشاعره..! تتحسر تارة لانها لاتبادله الحب بحب..! وتتشفى تارة لأنها بذلك تنتقم ممن ظلموها بهذا الارتباط..! وتارة أخرى لاتملك سوى رفيقة دربها اليأس لكي تشتكي لها ..دموعها الغالية...! عجل أهلها بموضوع زفافها .. خصوصا بعد خوفهم أن تلغي ابنتهم أرتباطها بذلك الشاب.. بتصرفاتها الرعناء معه..والتي كان أهلها يشعرون بها عند كل زيارة يقدم عليها..! وتــــــــــــــم الزفـــاف...وكــــــان اليـــوم الموعـــود... حلم كل فتاة في العالم تحول بالنسبة لها الى كابوس........! أستيقظت مع شروق الشمس...جاءت قريباتها الى المنزل...قمن بأعداد العدة لها ..وتجهيزها تجهيزاً كاملاً... كانت تنفذ ما يقال لها دون أن تنطق بحرف..بعد ذلك ذهبت الى المزينة..هناك حدثت أشياء كثيرة ..لم تدقق عليها.. مع أن صديقاتها..دائماً كن يتكلمن عن روعة هذة اللحظة و أهميتها..؟! كل ما كانت تذكره أنها تدخل مع نساء ثم تخرج مع اخريات ..! مابين زيوت وأصباغ وادوات زينة وأمشاط.. كان كل شيء بالنسبة لها ممل... حتى عندما جاءت السيارة التي تقلها لمكان الحفل لم تشعر بفرحة العروس التي ستفارق أهلها الى بيت زوجها للأبد..كانت والدتها الى جانبها..تهمس في أذنها..أفعلي كذا ..ولاتفعلي كذا..من حين لآخر..! وصلت الى المكان الموعود...يآآه ما أفخم هذا القصر لم تتخيل يوم من الأيام ..أن تكون هي العروس التي تزف فيه..الكل من حولها يبتسم في وجهها ..تسمع عبارات التهاني تررد على أسماعها.. فتتمتم لترد..ولكن لاحد يعرف ماتقول..وحدها تعرف أنها تريد الأنفراد بنفسها لكي تبكي..! تم كل شي على أكمل وجه في يومها المشهود..كل المدعوين تحدثوا عن فخامة القصر ..عن فخامة ملابسها ومكياجها الذي لم تسهم حتى في أختياره..حتى عن زوجها تحدثوا..رأت الفرحه في بعض الاعين..والحسد والغيرة في أعين أخرى..! ثم ..جاءت اللحظة الحاسمة..! ذهبت هي وزوجها الى أفخم فندق في المدينة...لم تكن تحلم بكل هذا...ومع ذلك لم تشعر بالسعادة..!؟ غريب أمرها..! دخلت الى غرفتها بطريقة ألية..تبسم لها زوجها ..فلم ترد عليه حتى البسمه..كانت تنظر اليه بتعالي..! لا تريد أن تتحدث أبداً..! حاول أن يخفف من توترها الذي شعر به.. حدثها عن رأيها بالزواج أن كان قد أعجبها فلم تزد على أن أومأت برأسها..! شعر بغرابة تلك الفتاة..أنها حتى لاتجاملة بالرد.. وأن ردت علية فبعبارات مقتضبة قصيرة..َ! خالية من أي أحساس بالحب أو حتى الأنتماء..! لا بد أن يضع حداً لتلك الحيرة تجاة عروسة ..! كل تلك الأفكار دارت بخاطره عندما دخلت عروسة الى غرفتها...أنتظر قليلاً ولحق بها.. علها تكون قد هدأت وزال خجلها..أقترب منها فصدته بعنف وفجأته بكلمات لم يتوقع أن يسمعها ليلة زفافة..! بأقتضاب ودون أن تنظر اليه قالت له ...أن علية أن يستعد من هذة اللحظة لطلاقها من دون أن يخبر أحد عن السبب..! تفأجا بكلامها..بل لعله صدم في واقع الأمر...لم يكن يتوقع تلك الكلمات من عروسه..ومتى في ليلة زفافه..! جمد مكانه ..فهو فلم يتعود أن يواجه مثل هذه المواقف..!نظرت الية تستحثه الرد على طلبها..! لم يجبها أنما أخذ ملابسة ...وخرج من الغرفة وهو غارقاً في حيرته..! ذهل عندما أختلى بنفسه..هل هذا حلم أم لعله كابوس مرعب... لماذا تعاملني بهذه الطريقة..! مع أني لم أعاملها الا بكل أحترام ورقة...لماذا تتعامل بكل هذا الغرور والكبر ..لماذا تتعالى علي مع أنها زوجتي..! كاد رأسة ينفجر من أفكاره تلك ...فلم يجد وسيلة أفضل من النوم تريحه من عناءه وتعبه..! أو لعلها وسيلة للهرب من واقعه الغبي ..! يآآآآهـ..لقد حقق كل أمانية أو هذا ما ظنه في البداية قبل أن يذهل بواقع عروسة الغريبة..! كانت معاملته لها بعد ذلك بكل أحترام وأدب لم يحاول أن يقترب منها..بل عاهد نفسه على تنفيذ طلبها.. بأسرع وقت ممكن...! كانت فترة الست شهور الأولى أختباراً قاسياً له..حبيبته وزجته بقربه وفي الوقت ذاته بعيدة عنه..! كرامته لم تسمح له حتى بكلمة لطيفة بعد تلك الليلة..! أما هي..فكانت تقدر له تعامله النبيل ..وأخلاقة الراقيه..ولعلها تندمت لحظات..لأنه لم يكن بذلك السوء الذي تخيلته..ولكنها صممت على الأنتقام..ولو على حساب حياتها ومشاعرها..! مرت الأيام تلو الأيام..كانت قد تعودت على وجوده بالمنزل..وهو كذلك ..مع ان التعامل بينهما لم يكن تعامل زوجين..! بعد مرور ثمان أشهر ذهبت اليه..وسألته أن ينفذ وعده لها..فسألها التريث لأن لا تنال سمعتها شيئاً..من جراء الطلاق..وخصوصاً..وانهما في بداية زواجهما..ذهلت من كلامه...وكأنه طعنها بخنجر بكل أدب وأحترام... يآآآهـ..لماذا يفعل كل ذلك من أجلها..مع أنها لم تعطه يوماً فرصه..للبوح بمشاعره ..والتعبير عن محبته..! شعرت بأنها ظلمته..ولكن لا..أهلها هم من ظلموها وظلموه هو أيضاً..! قبل خروجه لموعد عمله كالمعتاد..أخبرته ضرورة الأستعجال بأمرها..نظر الى عينيها مبآشرة...ولم يجد ما يسعفه من الكلمات...فاومأ برأسة ..وهو يتأملها بيأس وكأنها..أخر مرة يتأملها...! وعندها..تبسمت اليه في أول مرة تفعل ذلك..قدر لها تلك المجاملة اللطيفة و...خرج من المنزل...! رن جرس الهاتف...أسرعت الية..كان المتصل والدها...حياها وسألها عن أحوالها..وأخبرها أنه سيأتي لزيارتها.. رفعت عيناها تنظر لساعتها...يا ألهي..الوقت متأخر جداً...ماذا يدور من ورأها..أنها لاتعلم..فوالدها ليس من عادته السهر الى بعد التاسعه...أذن لماذا لماذا؟؟.! أكتنفتها الحيره ...ولكنها قررت الأنتظار ..أتى والدها وكادت لاتعرفه ..دخل بسرعه الى منزلها ..حياها وأمرها بتبديل ملابسها ..لكي ترافقه..أحست أن الموضوع خطير..طلبت من والدها أيضاحاً ..ولو بسيط..لكنه قال لها أن الوقت يسرقنا فهيا عجلي...! أسرعت الى غرفتها...أستبدلت ملابسها..و...همت بوضع بعض المساحيق..لكنها تراجعت لأن والدها ...رفع عقيرته بالنداء..أما هاتفه هو فلم يكف عن الرنين لحظة..وهو ما زاد أبنته دهشة الى دهشة..! صحبها ونزل الى السيارة وهنــاك.....فوجئت بوالدتها...! ما أشد غرابة هذا اليوم الكل واجم..ولا احد يريد أن يشرح لها ما الحكاية...سئلت فلم يجبها أحد.. أرتجفت وأحست أنها مقبلة على كارثة..لديها شعور كبير بذلك...وأحاسيسها ومشاعرها لم تخنها يوماً..! أخذت تتمتم بينها وبين نفسها بشيء من القرآن والأدعية..بينما والداها صامتين ...! وأخــــــيراً..بلغوا هدفهم...! المستشفى..!؟؟ مالذي جاء بهم الى هنا.. توقعت أن يذهبوا الى أي مكان الأ المستشفى...! جنت ..فأعصابها لم تعد تتحمل ...صرخت بهم لما المستشفى..هل أحد أخوتي يشكو شيئاً...ماذا حدث ..أريد أن أفهم..! كانت أمها واجمةً تبكي...بينما قال لها والدها بأيجاز..دون أن ينظر اليها..أن زوجها قد أصيب بحادث مروري.. وهو الأن يرقد في غرفة الملاحظة...! لم تصدق أذنيها...ذهلت..خانها الكلام..وعقد منها اللسان..أحست بالندم...فتحت باب سيارتها ..وأسرعت كالمجنونة تركض في ردهات المستشفى..وهي تسترجع في خاطرها ..كل لحظة قضتها معه..كل أحترام وتقدير عاملها به..كل أحساساً صادق حمله لها..كل مشاعر أنسانية نبيلة أتحفها بها...وهي..وهي..وهي...ماذا كانت له..! كانت الحبيبة العدوة...!غبية ..هي غبية..وتصرفاتها أغبى..! أحست بالآلم وهي تجري في الاروقة ..لاتعرف لها سبيلاً...كانت تبحث عن حبيبها المفقود..يآآآآه لقد أعترفت لنفسها أنه حبيبها..! نعم ..هو حبيبها ..وزوجها..وكل شيء بالنسبة لها...! لا لا..لا يجب أن يذهب..رددت تلك العبارات في خاطرها ..لآ!..جاء والدها يسحبها من يديها ليدلها على غرفة الملاحظة...وهناك في بداية الرواق لاحظت وجود أهله واخوانه...ولوحة كتب عليها ...ممـــنوع الزيارة....بكت أنتحبت ..صرخت بأعلى صوتها..أريــــــد أن أراهـ..أرجوكم.....! كان صوت نحيبها يطغى على هدوء المستشفى..لطمت خديها ..تريد أن تراهـ..تريد أن تقول له يازوجي الحبيب..تريد الأعتراف له..بأنها..لا شيء من دونه...نعم...لا شـــيء..! جاء الطبيب الملاحظ...وقال لها أن الزيارة ممنوعه لمصلحة المريض..لكنها لم تقتنع..ظلت على بكائها ونحيبها تترجى كل من حولها ..لا تريد أكثر من أن تلمس كفة وتقبلهما...أرجوكم..! بعد جهداً جهيد ومحاولات شتى ..سمح له الطبيب ببضع ثواني فقط لا أكثر...دخلت منفردة لتلك الغرفة الموحشة..! جسده مغطى كلياً بالبياض عدا وجهه الجميل...لم تتبين ملامح وجهه من شدة الجروح...لم تتبين سوا عينيه الحبيبتين...لمست جبينه بيدها الناعمه..وأنتحبت بهدووء..تحسست كفة الطاهر..يآآآآهـ كم تحبه..! فتح عينيه..ونظر اليها..تلك النظرة المعهودة المليئة بالحب والحنان والعطف...أنها تعشق حتى نظراته..! من الخارج كان الطبيب يستحثها على سرعة الخروج..لم تستطع في تلك اللحظة تلبية رغبته ..أرادت الأختلاء بحبيبها..لن تخرج ستبقى الى جواره ولو ارغموها على ذلك..! نظرت الية وأبتسمت..ثم أنحنت لتقبل جبينه وكفيه ووجه..وهمست في أذنه..أحبك يازوجي وحبيبي و يا كل حياتي..!..أشار اليها بيده..فأقتربت منه..وأخذته بين أحضانها..همس لها رغم كل جروحه ..أحـــبك الى الأبـــــد..! أرتاح على ذلك الصدر الذي طالما تمنى أن يغفوا عليه..وعندهـا..هدأت أنفاسه..وسقط كفة من بين يديها...وأغمض جفنيه...!للأبــــد كان ذلك أخر عهد له بالحياة ..قبلات زوجته وكلمة أحبك..وأحضانها الدافئة الحنونه... حركته ..هزته..ولكن بلا جدى..فقد رحل ..مخلفاً ورائه..حبيبته الى الأبـــد...! ..أصبحت من بعده سراب..وتحسرت على لحظاتها التي ذهبت بجواره وهي تعاقبه على ذنب لم يفعله..كانت تلوم نفسها كل يوم وهي تكلم صورة..وكان أقل ما تفعله بعد رحيل حبيبها هو...أن تبقى على ذكراه الى ان تلحق به..فهذا أقل ما يستحقة..وأيضــاً لانها ..لاتستطــيع العيش بدونه لحـظة! | |
|